كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



فجل الله تعالي لنبيه محمد صلى الله عليه وسلّم من الحظوظ أوفرها، ومن السهام أوفاها وأكثرها، ولذلك قال عليه السلام فأنا من خيار إلى خيار، وجعله أيضا من أفضل البقاع مولدا ومسكنا ومخرجا، وهي البقعة التي افترض الله على جميع الموحدين من المستطيعين حجّها، فكان بهذا أيضا أفضلهم نفسا وحسبا ودارا صلى الله عليه وسلّم، ولذلك سأل هرقل أبا سفيان بن حرب عن حسبه فقال: كيف حسبه فيكم؟ فقال: هو من أوسطنا حسبا، فقال له هرقل: كذلك الأنبياء.
وأما أنّ أسماءه خير الأسماء فقد تقدم أنه محمد وأحمد والماحي والحاشر والعاقب والفاتح والخاتم والمقفى ونبي التوبة، ونبي الملحمة، ونبي الرحمة.
قال أبو نعيم: وفيما تضمنه اسمه الماحي والحاشر ونبي الرحمة والملحمة من معان لطيفة، وفوائد جليلة، فإن الماحي إذا جرى على اللفظ المفسر في الخبر أن الله يمحو به الكفر، كان ذلك دلالة وبشارة بكثرة الفتوح وانتشار ضياء الإسلام في الأرضيين وصفحتيها شرقا وغربا، وأن سلطان الإسلام يكون غالبا، وسلطان الكفر دارسا عافنا، وذلك يرجع إلى معنى قوله تعالى: {لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ}48: 28، وليس معنى المحو أن يحسم الكفر أصلا حتى لا يوجد في الأرض كافرا، بل معناه أن يكونوا مقهورين باعتلاء المسلمين عليهم، حتى تكون الأقضية والأحكام والحل والعقد للمسلمين دونهم، وأن الكفار مغمورون خاملون، خاملو الذكر ساقطو الصيت والكلام، أما الذمة عقدت عليهم بصغار الجزية، وإما لخوفهم من سيوف الإسلام فيهم غزوا وجهادا، وهذا سائغ بين أهل اللسان والبيان، أن معنى المحو مرجعه إلى الخمول والكتمان، ويريدون بالمحو سقوطه وخموله لظهور العالمين والقاهرين عليهم، ومعنى المحو إن أضيف إليه صلى الله عليه وسلّم فلإجراء الله ذلك على يديه، فأضيف إليه كما أن الهداية مضافة إليه صلى الله عليه وسلّم والهادي هو الله، فكذلك الماحي في الحقيقة هو الله تعالى القاهر، فأضاف ذلك إلى الرسول عليه السلام، إذ جرى ذلك على يده بتمكين الله تعالى له، وتسليطه على من كذبه وجحده، وهذه بشارة قد تحقق صدقها فيه لظهور المسلمين وعلوهم على من خالفهم، فتحققت الدلالة وللَّه الحمد.
ومعنى الحاشر على ما روى الخبر: أنه الّذي يحشر الناس على قدمه، أي لا نبوة بعده، وأن شريعته قائمة ثابتة إلى قيام الساعة، اهتدى بها من اهتدى، أو ضلّ عنها من ضلّ.
ومعنى نبي الرحمة مثل قوله: إنما أنا رحمة مهداة، فبعثته من الله رحمة، هدى بها من شاء رحمته وهداه، وسمى كالمطر المسمى رحمة، لأن الله يرحم عباده بالمطر فيسوق إليهم بالمطر الخيرات، ويوسع عليهم بها النبات والأقوات، ولا يوجب هذا الاسم أن الله رحم به كل المدعوين من عباده، وذلك إنما يجري الله على لسانه من الدعاء والبيان، وإن كان رحمة فصورته كعطية من قبلها فاز بنفعها، وبمن تركها وردّها حرم نفعها ووجب عليه العقاب.
قال كاتبه ويؤيد هذا ما رواه البيهقي من حديث السعودي عن سعيد بن أبي سعيد عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس في قوله تعالى: {وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ}21: 107، قال: من آمن باللَّه ورسوله تمت له الرحمة في الدنيا والآخرة، ومن لم يؤمن باللَّه ورسوله عوفي مما كان يصيب الأمم في عاجل الدنيا من العذاب من الخسف والمسخ والقذف، فتلك الرحمة في الدنيا.
قال أبو نعيم: ومعنى نبي الرحمة: فهو إعلام منه يكون بعده وفي زمانه من الحروب والجهاد، والقتل والسبي، ومعنى الرحمة في إرساله: أن الله تعالى لم يعجل معجزته ودلائله كدلائل الماضين قبله من الأنبياء، وذلك أن الماضين من الأمم كانوا يقترحون على أنبيائهم ويتحكمون عليهم بالآيات على حسب شهوتهم واقتراحهم، فكان دأب الله فيهم الاصطلام إذ لم يؤمنوا بها كقوله لما اقترحوا على عيسى المائدة:
{قال الله إِنِّي مُنَزِّلُها عَلَيْكُمْ فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذابًا لا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا من الْعالَمِينَ}: 115، واقتدي بهم المشركون فسألوا النبي صلى الله عليه وسلّم الآيات اقتراحا وتحكما، كقولهم: اجعل الصفا لنا ذهبا، وأحيي لنا قصيا، وسيّر جبالنا لتتسع مزارعنا، وائتنا بالملائكة إن كنت من الصادقين، وأنزل علينا كتابا نقرؤه، فأنزل الله تعالى ردا عليهم: وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ به الْجِبالُ أَوْ قُطِّعَتْ به الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ به الْمَوْتى بَلْ لِلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعًا 13: 31، وقال: ما نُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ إِلَّا بِالْحَقِّ وَما كانُوا إِذًا مُنْظَرِينَ 15: 8. فجعل الله تعالى لرحمته بهم الآية الباقية مدة الدنيا له صلى الله عليه وسلّم القرآن المعجز، وتحدى به أرباب اللغة واللسان أن يأتوا بمثله أو بسورة أو بآية مثله، فباءوا بالعجز عن معارضته مع تمكينهم من أصناف الكلام نظما ونثرا ورجزا وسجعا، وكان القرآن معجزة له صلى الله عليه وسلّم كإبراء الأكمه وإحياء الموتى لعيسى عليه السلام مع تقدم قومه بصناعة الطب، وكقلب العصا حيّة لموسى وفلق البحر مع تمكن قوم فرعون وحذقهم بالسّحر.
فكان من رحمة الله بهذه الأمة أن جعل أظهر دلائل نبوة محمد صلى الله عليه وسلّم القرآن الّذي يعلم صدقه بالاستدلال الّذي تعرض فيه الشبهة والشكوك، لكنه لا يستأصل القوم المنكرون له كما استؤصل قوم صالح لما كفروا بالناقة، وقوم موسى بانفلاق البحر، وتلقف العصا حبالهم وعصيهم.
وإلى هذا المعنى يرجع قوله تعالى: {وَما مَنَعَنا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآياتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ وَآتَيْنا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِها وَما نُرْسِلُ بِالْآياتِ إِلَّا تَخْوِيفًا}17: 59، المعنى: أن إرادتنا لاستبقاء المقترحين للإيمان منعا من إرسال الآيات التي اقترحوها بها، لعلمنا بأنا نخرج من أصلابهم من يؤمن، وإن من سبق له منا الرحمة بالإيمان فقال تعالى: {أَوَ لَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ يُتْلى عَلَيْهِمْ إِنَّ في ذلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرى}29: 51، فدعاهم إلى التفكر والتذكر في القرآن الّذي هو من جنس ما يعرفونه ويتعاطونه من الفصاحة والبيان.
أبان بعد هذا وجه الرحمة في تسمية الله رسوله نبي الرحمة، ونبي الملحمة، والحاشر، وإن الكتاب المعجز باق عندهم بقاء الدهر، كما قال: وَأُوحِيَ إِلَيَّ هذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ به وَمن بَلَغَ 6: 19، فمن بلغ وقبل فاز ونجا، ومن رده وكذب به قوتل، ونصبت بينه القتال والملحمة حتى ينقاد لشريعته، أو يقتل لسوء اختياره، فتتم الرحمة بهذه المعاملة، ويعرف فضل هذه الأمة على غيرها بإزالة الاستئصال والاصطلام الواقعة بغيرها من الماضين من الأمم.
وذكر من طريق عبد الجبار بن عمر الأيلي، عن عبيد الله بن عطاء بن إبراهيم عن جدته: أم عطاء- مولاة الزبير بن العوام- قالت: سمعت الزبير بن العوام يقول: لما نزلت وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ 26: 214، صاح رسول الله صلى الله عليه وسلّم على أبي قبيس: يا بني عبد مناف، إني نذير لكم، فجاءت قريش فحذرهم وأنذرهم، فقالوا: تزعم أنك نبي يوحى إليك، وأن سليمان سخر له الجبال والريح، وأن موسى سخر له البحر، وأن عيسى كان يحي الموتى، فادع الله أن يسيّر عنا الجبال ويفجر لنا الأرض أنهارا، فنتخذها محارث فنزرع ونأكل، وإلا فادع الله بأن يحي لنا موتانا فنكلمهم ويكلمونا، وإلا فادع الله أن يصير هذه الصخرة التي تحتك ذهبا، فنبحث عنها وتغنينا عن رحلة الشتاء والصيف، فإنك تزعم أنك كهيئتهم، قال: فبينا نحن حوله إذ نزل عليه الوحي، فلما سري عنه قال: والّذي نفسي بيده، لقد أعطاني ما سألتم، ولو شئت لكان، ولكن خيرني بين أن تدخلوا باب الرحمة فيؤمن مؤمنكم، وبين أن يكلكم إلى ما اخترتم لأنفسكم فتضلوا عن باب الرحمة فلا يؤمن منكم أحد، فاخترت باب الرحمة فيؤمن مؤمنكم، وأخبرني أنه إن أعطاكم ذلك ثم كفرتم أنه يعذبكم عذابا لا يعذبه أحدا من العالمين، فنزلت:
وَما مَنَعَنا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآياتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ وَآتَيْنا ثَمُودَ النَّاقَةَ 17: 59، فقرأ ثلاث آيات فنزلت: وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ به الْجِبالُ أَوْ قُطِّعَتْ به الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ به الْمَوْتى 13: 31.
وخرج الحاكم من حديث معمر عن قتادة أنه تلا هذه الآية: فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ 43: 41، فقال: قال أنس: ذهب رسول الله وبقيت النقمة، ولم يرى الله نبيه في أمته شيئا يكرهه حتى مضى صلى الله عليه وسلّم، ولم يكن نبي من الأنبياء عليهم السلام إلا قد رأى العقوبة في أمته إلا نبيكم صلى الله عليه وسلّم. قال الحاكم: صحيح الإسناد.
وأما قسم الله تعالى بحياته صلى الله عليه وسلّم فقد قال تعالى: {لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ} 15: 72، وإنما يقع القسم بالمعظم وبالمحبوب، قوله: {لَعَمْرُكَ} 15: 72، أصله ضم العين من العمر ولكنها فتحت لكثرة الاستعمال، ومعناه: وبقائك يا محمد، وقيل: وحياتك. قال القاضي أبو بكر محمد بن العربيّ: قال المفسرون بأجمعهم: أقسم الله تعالى بحياة محمد صلى الله عليه وسلّم تشريفا له، أن قومه من قريش في سكرتهم يعمهون، وفي حيرتهم يترددون، وقال القاضي عياض: اتفق أهل التفسير في هذا أنه قسم من الله تعالى بمدة حياة محمد صلى الله عليه وسلّم، ومعناه: وبقائك يا محمد، وقيل: وعيشتك، وقيل:
وحياتك، وهذه نهاية التعظيم، وغاية البر والتشريف.
وخرج الحرث بن أبي أسامة من حديث عمرو بن مالك البكري، عن أبي الجوزاء عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه قال: ما خلق الله وما ذرأ نفسا أكرم على الله من محمد صلى الله عليه وسلّم، وما سمعت أن الله أقسم بحياة أحد إلا بحياته فقال:
لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ 15: 72، وفي رواية: ما حلف الله بحياة أحد قط إلا بمحمد فقال: لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ 15: 72، وقال أبو الجوزاء: ما أقسم الله بحياة أحد غير محمد لأنه أكرم البرية عنده، وقال ابن عقيل الحنبلي: وأعظم من قوله لموسى: وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي 20: 41، وقوله لمحمد صلى الله عليه وسلّم: إِنَّ الَّذِينَ يُبايِعُونَكَ إِنَّما يُبايِعُونَ الله 48: 10، وقوله تعالى: {لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ وَأَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ} 90: 1- 2، المعنى: أقسم لا بالبلد، فإن أقسمت بالبلد فلأنك فيه. قال ابن الجوزي: أقسم تعالى بتراب قدم محمد صلى الله عليه وسلّم فقال: {لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ وَأَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ} 90: 1- 2، قال ابن عقيل: وقال تعالى: {يا موسى فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ} 20: 12، أي ولا تجيء إلا ماشيا، ومحمد ركب البراق ولا يجيء إلا راكبا.
وقال القاضي أبو بكر بن العربيّ: أقسم الله بحياته ثم زاده شرفا فأقسم بغبار رجليه فقال تعالى: {وَالْعادِياتِ ضَبْحًا} 100: 1، الآية، وقال أبو نعيم:
والمعنى في هذا، أن المتعارف بين العقلاء: أن الإقسام لا يقع إلا على المعظمين والمبجلين، فتبين بهذا جلالة الرسول الله صلى الله عليه وسلّم وتعظيم أمره وما شرع الله تعالى على لسانه من الشرائع، وتنبيهه عباده على وحدانيته، ودعائه إلى الإيمان به، وعرفت جلالة نبوته ورسالته بالقسم الواقع على حياته، إذ هو أعز البرية وأكرم الخليقة صلى الله عليه وسلّم.
وعن ابن عباس في قوله تعالى: {يس وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ} 36: 1- 2. قال: هو قسم وهو من أسماء الله، وعن كعب يس 36: 1. قسم أقسم الله به قبل أن يخلق السموات والأرض بألفي عام يا محمد إنك لمن المرسلين، ثم قال: {وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ} 36: 2- 3، قال القاضي عياض: ومؤكد فيه القسم عطف القسم الآخر عليه، وإن كان بمعنى النداء، فقد جاء قسم آخر بعده لتحقيق رسالته والشهادة بهدايته، أقسم الله تعالى باسمه، وكني به أنه من المرسلين بوحيه إلى عباده، وعلى صراط مستقيم من إيمانه، أي طريق لا اعوجاج فيه ولا عدول عن الحق.
وقال النقاش: لم يقسم الله تعالى لأحد من أنبيائه بالرسالة في كتابه إلا له صلى الله عليه وسلّم.
وأما تفرده بالسيادة يوم القيامة على جميع الأنبياء والرسل وأن آدم ومن دونه تحت لوائه قال تعالى: {يس وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ} 36: 1- 2، روي عن جعفر بن محمد أنه قال: أراد الله يا سيد مخاطبة لنبيه محمد صلى الله عليه وسلّم.
فخرج مسلم من حديث الأوزاعي قال: حدثني أبو عمار قال: حدثني عبد الله بن فروخ قال: حدثني أبو هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم. أنا سيد ولد آدم يوم القيامة، وأول من ينشق عنه القبر، وأول شافع وأول مشفع، وخرج الترمذي من حديث سفيان عن ابن جدعان عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر، وبيدي لواء الحمد ولا فخر، وما من نبي يومئذ من آدم فمن تحته إلا تحت لوائي، وأنا أول من تنشق عنه الأرض ولا فخر.. الحديث. قال: أبو عيسى: هذا حديث حسن، وقد روى بعضهم هذا الحديث عن أبي نضرة عن ابن عباس..
الحديث بطوله.
وله من حديث عبد السلام بن حرب عن ليث عن الربيع بن أنس عن أنس ابن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: أنا أول الناس خروجا إذا بعثوا، وأنا خطيبهم إذا وفدوا، وأنا مبشرهم إذا يأسوا، لواء الحمد يومئذ بيدي، وأنا أكرم ولد آدم على ربي ولا فخر. قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب.
وخرج بقي بن مخلد من حديث سفيان عن كثير بن زيد عن الوليد بن رباح عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «فضلت بخصال ست لا أقولهن فخرا، لم يعطهنّ أحد قبلي: غفر لي ما تقدم من ذنبي وما تأخر، وأخرجت لي خير الأمم، وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي، وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا، وأعطيت الكوثر، ونصرت بالرعب، والّذي نفسي بيده إن صاحبكم لصاحب لواء الحمد يوم القيامة، تحته آدم فمن دونه».
وخرج أبو نعيم من حديث معمر بن راشد عن محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب عن بشر بن شغاف، عن عبد الله بن سلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر، وأول من تنشق الأرض عنه ولا فخر، وأول شافع ومشفع، لواء الحمد بيدي يوم القيامة، تحتى آدم فمن دونه»، وله من حديث أبي معمر إسماعيل بن إبراهيم القطيعي قال: أنبأنا عبد الله ابن جعفر عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أنا أول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة ولا فخر، وأنا سيد ولد آدم ولا فخر، وأنا صاحب لواء الحمد بيدي ولا فخر، وأنا أول من يدخل الجنة ولا فخر، آخذ بحلقة باب الجنة فيؤذن لي فيستقبلني وجه الجبار تعالى فأخرّ له ساجدا فيقول: يا محمد ارفع رأسك، واشفع تشفع، وسل تعط، فأقول: رب أمتي».
وله من حديث ليث بن أبي سليم عن أبي إسحاق عن صلة عن حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلّم، قال: «أنا سيد الناس يوم القيامة، يدعوني ربي فأقول: لبيك وسعديك تباركت لبيك، وحنانيك، والمهدي من هديت وعبدك بين يديك، لا ملجأ ولا منجأ. منك إلا إليك، تباركت رب البيت» قال: «وإن قذف المحصنة ليهدم عمل مائة سنة»، ومن حديث خديج عن أبي إسحاق عن صلة، عن حذيفة قال: «قال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلّم: إبراهيم خليل الله، وموسى كلمه الله تكليما، وعيسى كلمة الله وروحه، فما أعطيت يا رسول الله؟ قال: ولد آدم كلهم تحت رايتي، فأنا أول من يفتح له باب الجنة»، ومن حديث سلام بن سليم عن عبد الله بن غالب عن حذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «أنا سيد الناس يوم القيامة»، وفي رواية روح بن مسافر عن أبي إسحاق: «أنا سيّد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر»، وفي رواية زكريا بن عدي قال: حدثنا سلام عن أبي إسحاق عن عبد الله عن حذيفة قال: «محمد سيد الناس يوم القيامة».
وله من حديث عبد الأعلى قال: حدثنا سعد عن قتادة عن أنس، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أنا سيد ولد آدم يوم القيامة، وأنا أول من تنشق عنه الأرض، وأول شافع، ولواء الحمد معى، تحته آدم ومن دونه ومن بعده من المؤمنين»، وفي رواية يعلى بن الفضل قال: حدثنا زياد بن ميمون عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «أنا أول من تنشق الأرض عنه يوم القيامة، فأخرج من قبري وحولي المهاجرون والأنصار، ينفضون التراب عن رءوسهم، وأنا أول شافع وأول مشفع، ولا تزال لي دعوة عند ربي مستجابة، وأنا لكم عند النفخة الثانية»، وفي رواية منصور بن أبي مزاحم قال: حدثنا أبو سعيد المؤدب عن زياد النميري عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «أنا سيد ولد آدم ولا فخر، وأنا أول من تنشق عنه الأرض ولا فخر، وأنا أول من يأخذ بحلقة باب الجنة ولا فخر، ولواء الحمد بيدي ولا فخر»، وفي رواية عبد العزيز بن أبي حازم قال: حدثنا سهيل بن أبي صالح عن زياد النميري عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أنا أول من تنفلق الأرض عن جمجمته ولا فخر، وأنا سيد الناس يوم القيامة ولا فخر، ومعي لواء الحمد يوم القيامة ولا فخر، وأنا أول من تفتح له أبواب الجنة ولا فخر، فأتي فآخذ بحلقة باب الجنة فيقال: من هذا؟ فأقول: محمد، فيفتح، فيستقبلني الجبار تعالى، فأخر له ساجدا فيقول: يا محمد، قل تسمع، واشفع تشفع، وسل تعطه»، وفي رواية منصور بن أبي الأسود عن ليث عن الربيع بن أنس عن أنس قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «أنا أولهم خروجا إذا بعثوا، وقائدهم إذا وفدوا، وأنا خطيبهم إذا أنصتوا، وأنا شافعهم إذا حبسوا، وأنا مبشرهم إذا يئسوا، لواء الكرامة ومفاتيح الجنة يومئذ بيدي، وأنا أكرم ولد آدم على ربي، يطوف عليّ ألف خادم كأنهم بيض مكنون أو لؤلؤ منثور»، وفي رواية حبان بن علي عن ليث عن عبيد الله بن زحر، عن الربيع بن أنس عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر، وأنا أول من تنشق عنه القبور يوم القيامة ولا فخر، لواء الحمد بيدي ولا فخر، مفاتيح الجنة يومئذ بيدي ولا فخر، آدم ومن دونه من النبيين تحت لوائي يوم القيامة ولا فخر، يطوف عليّ ألف خادم كأنهن بيض مكنون»، وفي رواية جرير والثوري وزائدة، عن المختار بن فلفل عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «أنا أول من يشفع في الجنة، وأنا أكثر الأنبياء تبعا»، وفي رواية الحميدي وسفيان بن عيينة عن علي بن زيد بن جدعان عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «أنا أول من يأخذ بحلقة باب الجنة فأقعقعها فيفتحها الله»، وفي رواية خلف بن هشام قال: أخبرنا عيسى بن ميمون عن عسل ورواه سفيان بن عيينة عن ابن جدعان عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال: «خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم فقال: أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر، بيدي لواء الحمد ولا فخر» وله من حديث زمعة بن صالح عن سلمة بن وهران عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «أنا أول من يأخذ بحلقة باب الجنة فيفتحها الله لي، وأنا سيد الأولين والآخرين من النبيين ولا فخر»، وله عن ابن عباس قال: «جلس ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلّم ينظرون، فخرج حتى دنا منهم، فسمعهم يتذاكرون فسمع حديثهم فقال بعضهم: عجبا! إن الله اتخذ من خلقه خليلا، وقال آخر: ما ذا بأعجب من كلامه موسى تكليما، وقال آخر: فعيسى كلمة الله وروحه، وقال آخر: آدم اصطفاه الله، فخرج عليهم فسلّم وقال: قد سمعت كلامكم وعجبكم أن الله اتخذ إبراهيم خليلا، وهو كذلك، وموسى نجيّ الله، وهو كذلك، وعيسى كلمته وروحه، وهو كذلك، وآدم اصطفاه الله، وهو كذلك، ألا وأنا حبيب الله ولا فخر، وأنا حامل لواء الحمد يوم القيامة وتحته آدم ومن دونه ولا فخر، وأنا أول شافع وأول مشفع يوم القيامة ولا فخر، وأنا أول من يحرك حلق باب الجنة فيتفح الله لي، فيدخلينها ومعي فقراء المؤمنين ولا فخر، وأنا أكرم الأولين والآخرين على الله عز وجل ولا فخر»، ورواه عثمان بن عطاء عن أبيه عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «أرسلت إلى الجن والإنس، وإلى كل أحمر وأسود، وأحلت لي الغنائم دون الأنبياء، وجعلت لي الأرض كلها طهورا ومسجدا، ونصرت بالرعب أمامي شهرا، وأعطيت خواتيم سورة البقرة وكانت من كنوز العرش، وخصصت بها دون الأنبياء، وأعطيت المثاني مكان التوراة، والمئين مكان الإنجيل، والحواميم مكان الزبور، وفضلت بالمفصّل، فأنا سيد ولد آدم في الدنيا والآخرة ولا فخر، وأنا أول من تنشق الأرض عني وعن أمتي ولا فخر، وبيدي لواء الحمد يوم القيامة، آدم وجميع الأنبياء من ولد آدم تحته ولا فخر، وإليّ مفاتيح الجنة يوم القيامة ولا فخر، وبي تفتح الشفاعة يوم القيامة ولا فخر، وأنا سابق الخلق إلى الجنة يوم القيامة ولا فخر، وأنا أمامهم وأمتى بالأثر» وفي رواية مردان بن معاوية عن يحيى اللخمي عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «لواء الحمد بيدي يوم القيامة، وأقرب الناس من لوائي العرب»، وله من حديث ابن لهيعة عن جعفر بن ربيعة عن صالح بن عطاء، عن عطاء عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أنا قائد المسلمين ولا فخر، وأنا خاتم النبيين ولا فخر، وأنا شافع ومشفع ولا فخر»، وله من حديث شريج بن النعمان قال: حدثنا عبد الله بن نافع عن عاصم ابن عمر، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن عمر بن الخطاب، عن سالم عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «أنا أول من تنشق الأرض عنه ثم أبو بكر ثم عمر، ثم يأتي أهل البقيع فيحشرون معي، ثم أنتظر أهل مكة فأحشر بين الحرمين».